وفاة السلطان العظيم محمود بن سبكتكين

وفاة السلطان العظيم محمود بن سبكتكين
ذاكرة الأمة -> حدث في مثل هذا اليوم 5/2/2008 9:46:36 PM
23 ربيع الآخر 421هـ ـ 4/5/1030م


هو أعظم سلاطين الإسلام وواحد من رجالات الإسلام الكبار، هو الملك الكبير المجاهد الغازي، فاتح بلاد الهند، يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين الغزنوي، سلطان غزنة ـ في أفغانستان الآن ـ وخراسان ومعظم الهضبة الإيرانية، وصاحب الفتوحات العظيمة التي بلغت حجم فتوحات الفاروق عمر وناشر الإسلام في أماكن لم يدخلها مسلم من قبله، وإنجازاته وخدماته للإسلام والمسلمين من الجلالة بمكان تجعله على قمم سامقة في سماء البطولة والرجال، من أهم أعماله:

q إزالة دولة بني بوية الخبيثة الرافضية في وسط وشرقي إيران وعاصمتها أصفهان، وقد كانوا من عوامل التفرق والانحلال في الأمة الإسلامية، حتى فكر بعض قادتهم في الارتداد إلى العصر الساساني.

q إزالة دولة السامانية بعد انتشار المفاسد والضعف فيهم، ووقوفهم عقبة في طريق توحيد الصف المسلم في هذه المنطقة أمام العدو الهندي وكفار الترك.

q أدخل قبائل الغور في الإسلام بعد أن فتح بلادهم، فكان دخولهم في الإسلام نصرًا عظيمًا إذ كانوا جنودًا أشداء ونصروا الإسلام في مواطن كثيرة وحملوا راية الجهاد بعد ضعف الغزنويين.

q حارب العقائد الضالة والفرق المبتدعة في بلاده خاصة الفاطميين والقرامطة والجهمية، وقتل القاهرتي كبير دعاة الفاطميين إلى بلاده وأهدى بغلته لكبير قضاة الشافعية أبي عبد الله الهروي، وقضى على جماعات القرامطة المنتشرة في شمال الهند وقتل زعيمهم الزنديق «أبا الفتوح داود» ولم يدع في بلاده أي مجال للفرق المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان يراسل الخليفة العباسي ويدين له بالولاء والطاعة التامة.

q أما أعظم أعماله فهي سلسلة فتوحاته العظيمة في بلاد الهند خاصة في شمال الهند، بدأها بانتصاره الباهر على ملك الهند «جيبال» في معركة برشور سنة 392هـ وهي السنة التي بدأ فيها غزوه للهند واستمر حتى سنة 415هـ في جهاد سنوي متصل، استطاع خلال هذه الفترة أن يفتح شمال الهند كله وفتح المتان وكشمير وقام بهدم الصنم «سومنات» معبود الهنود الأكبر، وغنم منه غنيمة مهولة وكان له ببلاد الهند المواقف الشهيرة المحمودة التي تظهر أصالة الطابع الجهادي لحملاته على الهند وأكمل فتح بلاد السند والبنجاب وحوض نهر الجانج إلى حدود البنغال، في حركة فتح إسلامي لم يعرف المسلمون مثلها منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم.

أما عن أخلاقه وصفاته، فلقد كان في غاية الديانة والصيانة وكراهية المعاصي وأهلها، لا يجسر أحد على الاستعلان بالمعصية في بلاده، كان يحب الصالحين والعلماء وأهل الحديث ويكره المتكلمين خاصة المعتزلة والأشاعرة، محبًا للعدل والمعروف، وقد مات رحمه الله بداء البطن في 23 ربيع الآخر سنة 421هـ([1]).

-------------------- -----------------
([1]) راجع ما يلي: سير أعلام النبلاء، وفيات الأعيان، الكامل في التاريخ، البداية والنهاية، المنتظم، أطلس تاريخ الإسلام، أبطال سقطوا من الذاكرة.